طائرةٌ ورقيـَّة
حسن شهاب الدين
طِفلٌ
يؤرْجحُ في خِيطانِه الأفـُقـا
ويمتطي صوبَ حُلـْم ٍ
كوكبًا وَرَقـا
يشاكسُ الصبحَ
أو يرمي رسائلـَه
إلى غدٍ في قميصٍ
ضاق بي قـَلـَقـا
وطرتُ
حتى ابتكرتُ الشمسَ
وارتشفتْ دُمى الغمام ِ
سرابـًا من يدي.. غَدِقـا
فراشة ٌ
غرقتْ في اللازوردِ معي
وذيلــُها.. في خيال ِالطفلِ
ما غرقـا
تبعتـُها برهة ًزرقاءَ مورقة ً
فأنبـتـتـني على تاريخِها شَفـَقـا
كادتْ ملائكة ُالأصحابِ
تسبقـُني لتقطفَ الغيبَ
لكنْ.. كنتُ مَنْ سَبَـقـا
رأيتُ ثـَمَّ
شموسًا تحتَ قـُبـَّتِها
وطائرًا بمديح ِالنورِ قد نطقـا
رأيتُ
مُصْحفَ غـَيـْمٍ
كانَ يقرؤني
وكلـَّما مسَّ مائي
قيل.. قد صَدَقـا
ووردة ًفي قصيدٍ عابرٍ
تركتْ لاسْمي
بلاغتـَها السمراءَ والعَبَقـا
وشرفة ًمِنْ بكاءٍ تقتفي أثري
وشارعــًا من حنين ٍفيَّ منطلقـا
رأيتُ صحراءَ شرقَ الروح ِ
نازفة ًعراءَها
لمسيح ٍبالندى وَثـَقـا
ألقى على النخلِ
وجهـًا في ملامحِه
تشابه َالحزنُ والإنسانُ
فائـْتـلـقـَا
رأيتُ
نهرًا توارى خلفَ قافيتي
أذقتـُه صوتي الظمآنَ.. فانـْدفقـا
وسقتُ – قربانَ ربِّ العُشبِ –
أخيلة ًمن الرمادِ
لشعبٍ حُلمـُه احترقا
رأيتُ لي وطنا
كفــَّاه خارطتي
وفي ذراعيَّ يبكي كلـَّما رهقـا
وكنتُ
أبحثُ عِنْ طفلٍ يُشابهـُني
وكانَ.. يبحثُ عِنْ ظلٍّ له افـْتـَرَقـا
وكنتُ
أكـْسِرُ للإيقاعِ لعبَته
وكانَ كالبحرِ في إيقاعِه نزِقـا
وكان ذئبُ تفاصيلي يؤرِّقـُني
وكان في هامشِ التكوينِ
قد أرقـا
حتى اكتمالِ قصيدي
كانَ يرقبـُني
وكنتُ صوتين
في أبياتِه اعتنقـا
وصِرْتُ للآنَ.. أرمي خيطَ قافيةٍ
وأمتطي
ليراني.. كوكبًا وَرَقـا
حسن شهاب الدين هو شاعر مصري، صدرت له عشر دواوين شعرية وكتابان مختارات من شعره، وديوان للأطفال. له عدد من الدراسات الأدبية المنشورة وقد نال عدة جوائز عربية كبرى. شارك في الكثير من مهرجانات الشعر في مختلف البلاد العربية، كما تناول تجربته الشعرية الكثير من النقاد المعروفين. يمكن متابعة حسابه في تويتر: hassanshehab_@