حُلْم ميتا
عبدالواحد الأنصاري
عنَّ لي أن أكتب جِنساً من القصة، دونَ ألفَي كلِمة، عن جِنسٍ مغاير من الأحلام، حُلْمٍ لكاتبِ قصةٍ يفكّر بصوت مرتفع. من تلك الأحلام التي تنساها فور استيقاظك، أو من الأحلام التي تأخذ بلبّ من يصغي إليها، وكأنه يستمع إلى قصيدة ترثي كوناً ماً، كونَنا، أو كوناً آخر، أو كوناً ليس إلا في عقل من يفكر فيه، وتلك القصيدة التي شبّهناها بها قد يحلو لنا عندما تطرق أسماعنا أنها رمزيةٌ رمزية مستغلِقة، مع أنها لا تخلو من قَدْرٍ من الصراحة الفجّة، ثم لا تلبث أن تختفي من وجود السامع، تاركةً في وجدانه شجَناً محيِّراً، دون أدنى مُسكة من حافظة، وتلك هي خريطتها الكتابية الابتدائية، وأما النتيجة المنتظَرة منها فهي أن تكون قصة من تلك الفصيلة من الحدائق التي تشعر وأنتَ تتقدّم في مساربها أنك سبق أن زرتَها، ومع ذلك فأنت تكمل القراءة، لا لاعتقادك أنك تعاود الكرّة أو تريد ذلك، بل لكي تستذكر تفاصيل مُحيَتْ من ذاكرتك، كما لو أنك ألقيتَ بحَجَر في الماء ثم بدا لك أن ترسم اندياحاته. وظني أنه لا يغيب عن فطنتك أن جميع القصص في هذا الكون ما هي إلا شيء من هذا القبيل، لفئة منا على الأقل، فمن ذا الذي، يا هذا، يتذكّر رؤياه البكر أو كابوسه الأول؟ ومن ذا الذي لا يمكن أن يعزو إليهما كل رؤيا وكل كابوس بعدهما؟ وعنّ لي، باديَ الرأي، أن تكون القصة عن حُلْم يحتاج إلى عِنوان، لأنه مُدْرَج في متنٍ محكي، ووقَعَ الحافرُ على هذا العنوان: في مَحاق اللّازَوَرْد.
كان اليوم في الحُلْم أغبر كأنه على سفر، يوماً يحمل البشرية كشعر كثّ على رأسٍ أشعث، يوماً كأنه عابر سبيل يبحث عما يبلّ جفافه ويغسل درَنه، وكانت لي في ذلك الحُلْم ذاكرة متعلقة بالماضي؛ فكنت أقول في نفسي، أو أعتقد دون أن أقول في نفسي أننا منذ وقت طويل لم نر سماءً، وكأننا في معترك الحرب.
وفي الحُلم الذي في القصة التي تدور في عقل الكاتب الصائت، يقول الراوي:
رأيتُ الغبَش يفترش سقوفنا ويتأرجح برموشنا ويتكئ على الجفون، والشمس شبه كاسفة، وأحداقنا الرمدى (هل تلاحظ أن راوي القصة انتقل الآن من ضمير المتكلم إلى ضمير الجمع؟) تتطلع إليها متهدة (خطأ طباعي) فتضل عنها شبراً أو شبرين. وفي الحُلم (تنبّه لهذا التكرار، وأنه إنما يعني كما في كل مرة "الحلم في القصة المتخيّلة" ولا يراد به بتاتاً الحُلم في حديث الراوي، فالراوي مستيقظٌ الآن، وأرجو ألّا تشغلك هذه العبارة، فسوف تتضح قريباً) يتجمع السحاب فلا نَرى نُدَفه حتى تُظلِم وتُجلجل وتُمطِر وحلاً مائعاً (لم يذكر أنها السماء، لأنه نفى أنهم رأوها من قريب). نحفى الآبار (نحفى = نحفر) بعشى الأبصار وقرح الأبدان وننبش الكمأة ونحصد البطاطس المدفونة ونأكل السمك، وبعضُنا يُضمر اقتلاع الجثث أو اختطاف العميان، أو يحوم في البراري كالتماسيح لمخاتلة تجّار الملح والحديد حين يهدهم الضنك لعله يبتزّهم أو ينتهب شيئاً من حمولات محفاتهم. ونريح في الليل عيوننا ونربط عليها العصابات السوداء (الصواب: السود، ولكنه خطأ شائع نابَ عن الصواب المهجور). نتحلّق حول النيران ونسمع أقاصيص بائدة عن الزرقة والبياض وملاحم أزمنة النور لنحلم بها حين ننام (لا يفوتنّك أن كلمة "لنحلم" جاءت لتجسد الآن حلماً للراوي في داخل حلمٍ في داخل قصة)، وكثيراً ما نصحو وقد عمي بعضنا فنوقد جذوعاً ضخمة يراها القريبون، فيأتون، ونسألهم: هل عميَ عندكم أحد؟ (إن كان ذهنك قد انصرف الآن إلى قصة اسمها بلد العُميان، فأطمْئنُك إلى أنك لم تتوهّم).
منذ أجيال انقطعت الحرب الكبرى (هل تتذكر ديباجة عدنان ولينا)، وغبنا في الصحراء المترامية عن الوجود، وابتكرنا طريق النيران للحماية، قاتلنا الأكَلة (لا تحتاج فطنتك إلى أنه يقصد بشراً يأكلون بشراً)، وكبحنا الضواري حين تضرّت (أسلوب متكلف، والدقيق: ضَرِيَت)، وأكلناها كما أرادت أن تأكلنا (لعله يريد أن يورّي عن أنهم أكَلوا من أراد أكْلهم، وهذا يجعل موثوقية الراوي موضع شك)، وتلمظْنا بالأفاعي والعقارب ودويبات الجحور، وخلا الكون كأنما انتابه الرعب منا (نوبة ملحمية مفعمة بالفخر المأساوي = المأسوي).
وفي ذلك الحُلْم (هكذا يفعل القصّاص حين يريدون الانتقال إلى مقطع فيه ذكر وأنثى، يعيدون عبارة ما؛ من باب التأثير الإيقاعي، وقد يستعيرون كرسيّ الراوي)، في ذلك الحُلم، وبين الحين والحين، يزحف رجل وامرأة في الظلام أحدهما إلى الآخر، ويعتنقان، وقد تكون الجلبة ميلاداً (ولادة أو وِلاداً) أو حشرجات احتضارِ أعمى يُجهِز عليه ذووه.
تُساق عن القمر (انتقلنا الآن إلى المضارَعة، وصار زمن السرد هو الآن)، تساق عنه قصة تقول إنه يهزل ويسمن ويطول ويقصر وينكشط ويستدير، بيد أننا لا نميز شيئاً منه إلا انشراحاً غامضاً مشوشاً ينتابنا وسط القتام. وتطرق أسماعنا خرافات أخرى تختلق أساطير عن تشكلات لمّاعة، معلّقة فوقنا، تسبح في غير ماء، ولا أحد يستطيع الوصول إليها ولا الاقتراب منها، وهي كالحصى، وتدعى النجوم. وزيد في المبالغة أنْ قيل إنها تهدي الساري وتتقارب لترتسم في صور دوابّ من تلك التي كادت تنقرض في أزمنة اندثار العشب. ويقولون إن آخر من رآها كان صياداً خاطَر بنفسه في متاهات البحر وعاد لينبئنا بخبرها قبل خمسة أجيال، وقيل إن حكماء ذاك الزمن قتلوه خنقاً ليبعدوا خطر مزاعمه عن العوامّ المنبهرين، الذين قد تساورهم أنفسهم بالمغامرة والإبحار. ومع ذلك فلا يزال بعض المهرطقين يهمسون أن غيابات المحيط (ربما سقَط حرف جَرّ) تعكس عوالم من الأفلاك، وأنّ النهار في عرض البحر طويل، والشمسَ حارقة، وأن القمر هنالك ينتفخ كالبطن ويُنحت كالعرجون، وأن وراء كل ذلك ديار (خطأ نحوي) عامرة بالخضرة والدواب والمناظر الزاهية، وأن الماء أزرق مشعّ، وأنّ الأزرق آخِر لون يغيب في ظلمات الأعماق (بهذه الطريقة يحتال بعض القصّاص للتوصّل من المقدّمة إلى الموضوع الأساسي الذي يحمله عنوان النص، ومنه إلى إشكاليّته أو سؤاله الأساسي).
بعض الحذّاق يجزمون بأنه حتى لو انجلى الغمّ وعاد الصحو أو خضنا الأمواج فلن نرى؛ لأن مآقينا أغشِيت، ولن يرى أحد إلا الأطفال (هذه العبارة موهِمة، والإيهام مقصود)، ويشرحون أن تلك الزرقة لو وُجِدت فلن يتحمّلها الحِس، وستختطف البشر وتجتذبهم إلى الموت كما يستخف الوهج الدويبات.
ولا يزال بعضنا مهووسين بحكايات البحر، وآخرون يسألون كل يوم عابري طريق النار عن آخر المعارك مع جبابرة الساحل، وعن مناجم الحديد ومساكن الكهوف في الشرق، وعن كيف يكون لون الغُبار في بلاد الثلج الشمالية؟ (هنا ترسيخ لواقع النص الافتراضي)، والترهات يضرب بعضها رقاب بعض.
إذا سمعنا نحن العسس وقع المطارق (يتبيّن لك هنا أن الراوي شخصية من العسس، وأنه شخصية تعيش الحُلم واقعاً، ولكنها تحلم أحياناً كما مرّ معنا آنفاً)، إذا سمعنا صوت مِطرَقة فربما هجمنا على الطارق لنعلم إن كان قد جُنّ وهمّ بالإبحار (إشارة مكرّة عمداً لتأكيد حظر الإبحار في هذا الجزء من العالَم على الأقل)، وعندئذ نجرّده من آلته ونربط قاربه إلى محبس قوارب الصيادين ونزجّ به في القيد. وهم مع ذلك ينجحون في الهرب بطرائق غامضة، ويشيع همساً أن بعضهم وجدوا نوعاً من التربة يُلين القيود أو ابتكروا مسامير تكتم أصوات الطرق، ولا نرى (لحظة تنوير مفاجئة للقارئ، مع أنها لم تقدّم له جديداً على ما كان يعرفه)؛ فكل شيء قد يصدق أو يكذب. ونمد بألسنتنا أماماً ثم نعود ونجول بها في أحناكنا هكذا (الكاتب يريدك أن تتخيّل أنك تجالس الراوي وأنك تراه وإنْ كان هو لا يراك)، لنتحقق من كثافة الغبار الممطور، ونلوي لنزمّ أفواهنا وأنوفنا المطموسة بأغطيتها الداكنة، عسس (هل تعرف سعيد الأحمد).
مرّ عهد طويل، طويل، طويل، قدر أعمار ثلاثة عشر جَدّاً (بفتح الجيم) من متوسطي الأعمار، والقبة السماوية كأنها كأسٌ يُرجّ ما فيها رجّاً، ندرك جميعاً رغم الصمت، ورغم قوّة الحراسة، أننا إلى النهاية، إما العمى الماحق وإما الموت الصاعق. لكنّ العهد مقطوعٌ، وما كُتب على الجبين ستراه العين، ولولا الميثاق بين القوّة والنسُك والحكمة لَمَا كُتب لنا البقاء. والحكماء يحرّمون الأفكار الفردانية ويقسون على من تجتالهم الخواطر السوداء، ويقولون: ما يدريكم عن سر البقاء! قد وجدنا سرّ بقاءٍ لم يكن أحد يتوقعه لنا، وكذلك سيفعل من سيأتون بعدنا (انتقال إلى مستوى آخر من الإشكال أو الإعضال في القصة). ونحن لا ندري كيف سيحصل ذلك ولا كيف سوف يستمرون! هل سيصبحون طيوراً بأجنحة تقودهم إلى الأعالي وتمضي بهم إلى أراضي الخصب؟ (سخرية بلاغية من الراوي تعادل الإشارة إلى الموت وخروج الروح من البدن).
يقال إن أراضي (خطأ طباعي، والمراد: أراضي الخصب) بعيدة، بعيدة، بعيدة، مسِيرةَ نصف عام، وإنها تتوهج في موسم وحيد وتخضرّ وتُنبِت، وهي سر بقاء البشر أجمعين، وإنها لفظَتْ سكّانها وحصّنت نفسها ولم تعد تريد من خارجها شيئاً، ولولا ما يفيض منها من الخير لما بلغَنا منها شيء. ويقال العكس: أي إن تلك الأرض التي تُمِدّنا بهذا الفُتات ما هي إلا مَطحنة للأبدان، مَهلكة للأرواح، وإنها هي التي تبعث إلينا عُتاة الجبابرة المُبصرين، ليختطفوا أطفالنا ورجالنا الأشداء، ليسخّروهم في إنشاء الأبنية والصروح العظيمة، قسراً، وليتركوا لنا الحيرة والضباب الأصفر.
أمهاتنا قلن لنا في الصغر، ثم لم يعدن يتحدثن بذلك لمّا طال الزمن وصدئت مصداقية (صدقية) القصة: إن النكبة بدأت خِفية، وقلن إن هذا ليس إلا حدَثاً عارضاً معتاداً على ظهر هذه الأرض؛ فهي (أي الأرض) تنفض شعرها كل ستين عاماً ثلاث مرات كما ينفض الرجل أذنيه عندما يصحو، ليتطاير ما عليها من النبات والحيوان، ويبقى الإنسان. وقلن إن الإنسان أصرّ على أن يبقى، فاستمرت الأرض في نفض أذنيها (في مثل هذا الموضع يستشعر النقاد البيئيون حالةً من الطرب). وقلنَ إن السماء كانت زرقاء، لكنها كانت تُرغي وتزبد وتتفجّر قبل أن تتلبد بالغيوم، واستمر ذلك دهر طويل (دهراً طويلاً)، ثم صارت الرياح تُقبل وتثير الأرض معها فتمطِر ماء عكِراً، ثم استحال ذلك وصار زمان الربيع وحده الأخضر وباقي (بقية) العام ريح صفراء، ثم انقلبت حمراء، حتى عادت سوداء بهيمية اللون والروح (إحالة إلى حديث نبوي)، وحتى جاء العهد الذي احتجبت عنا فيه السماء دون سابقٍ من عتاب ولا تحذير (استؤنف ورود كلمة "السماء" هنا، ومن ثَمّ أزيل عنها التحفّظ في هذا النص).
بعض النسّاك يقولون (لا تنس أن النسّاك ليسوا هم الحكماء، وسيتبيّن) إننا أسأنا إساءة عظيمة تفطّرت منها السماء وانهدت الجبال (تناص مع آية في مريم، وهنا يزداد أيضاً طرب البيئيين ونُذُر الاحتباس الحراري)، وإنّ ما نراه الآن هو قطع الجبال الجبال المذراة (التكرار خطأ طباعي). وحلفوا الأيمان وهم يبصقون الملّ ويفركون عيونهم من القذى على أن مخلوقاً متكلِّماً خرج من بطن الأرض (تناص تطابقي، ويتناسب مع أجواء نهايات العالَم)، وختَم على جباه الناس وكتب عليها: من الطين وإلى الطين. وكان دابة لها ريش وزغَب وحافِر، بلا ذنب، ولها لحية، ذات قوائم ووبَر، لا يُعرف أمامها من خلفها حتى تمُد أطرافها، رأسها رأس ثور، وعينها عين خنزير، وأذنها أذن فيل، وقرنها قرن أيّل وعنقها عنق نعامة، وصدرها صدر أسد، ولونها لون نمر، وخاصرتها خاصرة هِرّ، وذنَبها ذنَب كبش، وقوائمها قوائم بعير، بين كل مفصلين اثنا عشر ذراع (ذراعاً). وكل من هرب منها أدركته وختمت عليه هذه الختمة؛ فالتجأ الناس إلى الأمواج وركض بعضهم حتى قتَلَه العطس (وتستطيع أن تصححها إن شئت فتقلب السين شيناً)، وقيل إنها عادت بمن بقيَ منهم حياً لم يَغرق إلى الأرض ووسَمَتْه. غير أننا الآن نعيش غير مختومي الجباه، ولا نرى أي مخلوق من قبيل ما ذُكِر، ولا نصنع إلا مكابدة العيش ومقاومة الموت، وذنوبُ من قَبلنا لا تَلحق بنا (استطراد استعراضي بحت ولا علاقة له بجوهر القصة).
وإذا كانت الأرض تنفض رأسها (هنا يظهر أن كاتب النصّ ملّ من فقرة القيل والقال الطويلة، أو أنه استيقن نفرة القارئ منها)، أقول (لاحِظ أن القول للراوي وليس للكاتب) إذا كانت تنفض رأسها أو شعرها أو أي شيء مركّب على رقبتها إن كانت لها رقَبة أصلاً، إن كان ذلك فلماذا لم يخرج حتى الآن ما في أذنها من الأذى؟ وأين أذُنها لنعينها على قلع ما فيها؟ ويصاب النسّاك بالوجوم عند سماع هذه الهرطقات الأليمة ويغرقون في الصمت (هنا يظهر لك أن حارس المعبد قد يكون هو أول المرتابين فيه). هم، أي النسّاك، أشدّاء بمعنىً يختصون به غير المعنى الذي نطيقُه نحن، ولهم نصيبهم من القوّة؛ إذ يحترفون الصمت والسكون والتأمل، ويغمضون أعينهم ليبحثوا في أعماقهم عن الصفاء والبياض والزرقة، فيجدونها بعد طول جُهد وممارسة، ويكتفون بذلك نعيماً وراحةً ونجاةً يتمنّون لو يخلدون فيها (تعريض بالطاقة الكونية والسلام الداخلي)، يصومون عن الطعام ويتقاصرون عن الزعازِع ولا تحرّكهم الصوارف ولا تهزهم هوج الرياح، وإنما إذا هجمتْ فهُم يُغطّون وجوههم وينامون على جنوبهم ويستغرقون في التأمّل حتى يناموا، وحين تنجلي بعد طول عذاب يقفون يهزّون رؤوسهم متمثلين بقصة الأرض الأمومية بشراً أسوياء: ينفضون آذانهم، ويحاولون الإصغاء، ثم يعودون للإقعاء في معابدهم. وبينهم وبين الحكماء عهدٌ وثيق وميثاق غليظ مأمون لا ينفصم، ولا ترعاه عيونٌ ولا عسس، نظن جميعاً، نحن وغيرنا، أن سرّه أنهم ناؤون عن الهرب، وأنهم يمنحون العوام السكينة، ويعلمونهم كيف يقتصرون على أقل الزاد، وكيف يترفعون عن طباع الضواري (ماذا تنتظر؟ لقد انتهت القصة وفقاً لِما أخذَته في حُسبانِها، وتركتُ لك ملحوظات أخرى فيها، لا لكي تحرّرها نيابةً عني، بل لأنّ همّي الشاغل كان منصرفاً عنها إلى رواية هذا الحُلم الذي لا بد أنك قد نسيت الآن كل شيء عنه، حتى العنوان، ما عدا بعضاً من أضغاث مبعثرة. وإن لم تكن قد سهوتَ فلا شك عندي في أنك لا تزال تحلم معي، إما هذا، وإما أنك مُزمعٌ على أنْ ترسم اندياحات رمي هذا الحَجَر في الماء).
عبدالواحد الأنصاري باحث وروائي ومُراجِع سعودي، صدرت له العديد من الروايات والمجموعات القصصية والمراجعات، وبحوث أخرى. يمكن متابعة حسابه على تويتر@abdulwahed1978