في الطريق إلى عرفة
محمد عبدالله البريكي
كَمَنْ يجوعُ ولا يلقى سوى حَشَفَةْ
يلوذُ بالصَّخْرِ لكنْ لَمْ يَبِعْ شَرَفَهْ
مضى بِهِ الليلُ.. لا يدري بِهِ أحَدٌ
ودمْعُهُ رُغْمَ طولِ الليلِ ما عَرَفَهْ
وكانَ بينَ صباحٍ مُظْلِمٍ غَدُهُ
وبينَ ليلِ الرجا مُسْتَوْطِناً أسَفَهْ
يُقَدِّمُ الحِبْرَ للأوراقِ منْفَعَةً
لكي يَخُطَّ عليها فكرةَ الأنَفَةْ
وَهَيّأَ الجَوَّ والأفكارَ ثُمَّ بدا
يُكاشِفُ الوقْتَ لكِنْ غابَ ما كَشَفَهْ
وقالَ: رُبَّ ظلامٍ ينجلي بِضِيا
كَيْ يَتْرُكَ الجائعُ المهمومُ مُعْتَكَفَهْ
وقَدْ تَذَكَّرَ أنَّ الحقْلَ يَطْلُبُهُ
فجاءَ بالقمحِ لكِنْ لَمْ يَجِدْ كَتِفَهْ
عشرٌ مَضَيْنَ وهذا البيتُ سادِنُهُ
يُقَدِّمُ العَزْفَ.. هَلْ ضاعَ الذي عَزَفَهْ
ونامَ فيهِ طويلًا.. كانَ يَحْرِسُهُ
وَلَمْ يَخُنْ شُرْفَةً للبيتِ أو خَزَفَةْ
وضاقَ من حِرْصِهِ كُرْسِيُّ مَكْتَبِهِ
لأنَّهُ لَمْ يُخَيِّبْ للعطا شَغَفَهْ
وغاصَ في البحرِ.. شَدَّ الدُّرَّ مِنْ يَدِهِ
وجاءَ للبيتِ محمولًا على الصَّدَفَةْ
وقالَ للنَّخْلِ: جُدْ لي كي أجودَ بِهِ
فَلَمْ يَجِدْ رُطَباً.. بَلْ لَمْ يَجِدْ سَعَفَهْ
يُصافِحُ الناسَ لكِنْ لا يُصافِحُهُ
إلاّ أسىً جاءَ للدنيا لِيَخْتَطِفَهْ
وها هُوَ الآنَ.. مَنْ هذا الذي سُرِقَتْ
مِنْهُ المناديلُ كي تُخْفي لَهُ صُحُفَه؟ْ
أنا الذي أحْرَمَتْ أيّامُهُ أبَدًا
وجاءَ للحَجِّ لكِنْ لَمْ يَجِدْ عَرَفَة
محمد البريكي هو شاعر وإعلامي. حصل على الدكتوراه الفخرية في الإدارة والعلاقات العامة من جامعة الشمال الأمريكي. مدير بيت الشعر في الشارقة ومدير مهرجان الشارقة العربي ومدير تحرير مجلة القوافي الصادرة عن بيت الشعر بالشارقة، وهو معد ومقدم برنامج ديوان العرب بقناة الشارقة. له الكثير من الإسهامات الأدبية والصحفية وتحكيم المسابقات الشعرية. كما نال على العديد من الجوائز والتكريمات. له أكثر من ١٤ ديوان شعري منها: ديوان "زايد" والذي أهداه للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، "همس الخلود" ، "عكاز الريح" ، "متأهبًا للعزف" و "الليل سيترك باب المقهى."