اليوم السادس في صيف الألف كلمة
٥ يونيو ٢٠٢١
أهلاً يا أصدقاء،
اليوم ستكتب ١٠٠٠ كلمة. ستكتب هذه الكلمات لأنك تأخذ نفسك بصورة جدية كشخص له أفكار ومواهب وطموحات. لن يخذلك أحد، والأهم من ذلك أنت لن تخذل نفسك. ستكتب هذه الألف كلمة لأنك استيقظت اليوم وأخبرت نفسك أنك تستطيع ذلك لأنك تدير عرض حياتك هُنا. لا حياة أحد آخر، وإنما أنت.
لاتوجد رسالة من أحد الأصدقاء اليوم، وإنما أنا أتحدث إليكم. هل أخبرتكم عن الوقت الذي كتبت فيه كتابي الأول؟ قمت بإخبار الكثير عنه، لكن بما أن هناك بعض الأوجه الجديدة التي انضمت إلينا مؤخرًا، لا مانع من التكرار.
كان الصيف الذي كتبت فيه ١٠٠٠ كلمة كل يوم حتى انتهيت تقريباً من المسودة الأولى. كنت أقيم في منزل شخص آخر في شمال كاليفورنيا بالمجان، أنتبه لكلبه الكبير، وأقضي أغلب الأيام لوحدي. فعلت هذا مقابل الوقت والمساحة لأكتب شيئاً أطول مما كتبته من قبل. لطالما كتبت قصائد شعرية وقصصاً لأنهم كانوا بداخلي وكل ما فعلته هو أني عصرتهم للخارج. كتبت أيضاً بعض المقالات، وكانت لي مدونة قبل أن تسمى بمدونة. كتبت وقتها لأنه كان من المستحيل ألا أكتب. كان هناك شيئا لابد أن أقوله.
لكن جلوسي لأكتب مع إلهام أشعر أنه ينسكب مني كان مختلفاً عن الالتزام بشيء كنت أدفع نفسي لأكتبه حتى إن لم أشعر برغبتي في كتابته. كنت على وشك الإفلاس مع نهاية ذلك الصيف، وكان علي أن أجد عملاً مرة أخرى عندما أعود لمدينتي. كنت في وظيفة تدفع فواتيري لكني كنت غير مكترثة بالعمل ولم توجد لدي رغبة في النمو في ذلك المجال. ما أحبه هو الكتب. الكتب العظيمة التي قرأتها في حياتي، حتى أنني كنت أمسك بها وأقول: أريد هذه. كيف أحصل عليها؟ إن لم أكن هنا لأكتب، فما الفائدة؟ علي أن آخذ الكتابة بصورة أكثر جدية.
وهكذا، كنت أستيقظ كل يوم وأكتب ١٠٠٠ كلمة. لم أكن أعلم كيف ستكون بداية اليوم أو نهايته. كل مرة أجلس فيها لأكتب، كانت مثل المخاطرة، مثل المشي على حافة شيء ما كل صباح لأقول: "ها نحن هنا مرة أخرى،" ثم أقفز. من يعلم ما الذي سأجده؟ كنت أعلم أنه لابد من المحاولة.
وأقول لكم، فعلت ذلك لأنني آمنت بنفسي. هناك العديد من الأسباب للكتابة، لكني اليوم لا أتحدث عن السبب، وإنما عن الكيفية. كيف فعلتها؟ هناك الحقائق. سير عملية الكتابة. كل يوم كنت أجلس وأكتب بخط يدي في دفاتر، ثم طبعتها على الكمبيوتر ونقحت كل كلمة حتى أصبحت مجموعة من القصص القصيرة الجيدة للبيع. كيف فعلتها؟ كيف يفعلها الآخرون؟ كيف يجلس أي شخص في نظام مجدول ويفكر: أريد أن أفعل هذا، سأفعل، وأستطيع. كيف نأخذ أنفسنا بجدية؟ فقط قرر أنك جاد مع نفسك.
عليك أن تقول:
"سأتواجد كل يوم لأنني أريد ذلك، ولأنني أعلم أنه بإمكاني جعله حقيقة."
لقد وصلتَ أصلاً--لا أعلم إن كنت ترى ذلك. أنت في اليوم السادس في هذا الشيء المتخيّل ولكنه في نفس الوقت شيء حقيقي تعهدت نفسك به. مع نهاية اليوم، سيكون لديك عمل عظيم لأنك قررت أنك تستطيع إتمامه.
أنت هناك أصلاً، هل تفهمني؟
أنت هناك أصلاً، لأنك هنا.
هيا إلى العمل.
جايمي
ترجمة: فاطمة الحارثي
Comments