top of page

النادي: جونسون وبوزويل وأصدقاء
شكّلوا عصرًا
(كتابة: ليو دامروش)

 ترجمة: يوسف رخا (لصالح دار التنوير)

مقطع من الفصل الأول

عقل جونسون المضطرب

     ما كاد جونسون يصل إلى بلدته من أكسفورد حتى غطس في اكتئاب مدمّر. فكما وصف الأمر لبوزويل، «شعر بنفسه وقد استولى عليه وسواس بشع، مع توتر مستمر ونسيان ونفاد صبر، فضلاً عن غمّ وكآبة ويأس جعلت الوجود تعاسة.» حتى إنه في بعض الأحيان «بلغ به الخدر والوهن أنه لم يكن يستطيع أن يتبيّن الوقت في ساعة البرج الموجود في البلدة.» ولم يساعده التريّض مع أنه كثيراً ما كان يسير من ليتشفيلد إلى بيرمنغهام ثم يعود، وهي رحلة ذهاب وعودة تبلغ حوالي خمسين ميلاً ولابد أنها كانت تستغرق في المرة يومين. يضيف بوزويل: «كان تصريحه لي عن الحالة هو «لم أكن أعلم في ذلك الوقت كيف أتحكم فيها.» وقد قال جونسون لصديق آخر إنه ورِث عن أبيه «مِزاجاً سوداوياً في البدن والعقل كليهما: مَلَنخُولِيَا مخيفة، أحياناً ما كان ينتابه القلق أنه على حدود الجنون.»

     ولم تعنِ المَلَنخُولِيَا في تلك الأيام مجرد اكتئاب وحزن؛ كان المقصود منها ما نسميه اليوم اكتئاباً إكلينيكياً. كذلك «الوسواس» لم يعن فقط توهّم مرض جسدي ولكن المعاناة من خلل عقلي حقيقي تماماً، كان يفترض أنه نتيجة خلل في توازن جسدي. فحسب نظرية طبية تعود إلى اليونان القديمة كانت لا تزال معتبرة، كانت الأمراض تنتج عن اضطراب ما في سوائل أو «أخلاط» الجسد الأربعة: الدم، البلغم، الصفراء، والسوداء. وقد انتقلت أسماء هذه الاضطرابات إلى اختلافات مزاجية ما زلنا نستعمل الأخلاط لوصفها وإن كنا نسينا أمر الأخلاط نفسها. فمن ارتفع لديه معدّل الدم نقول إنه «متورّد»، وكذلك الثلاثة الباقون (حسب ارتباط صفاتهم بالبلغم والصفراء والسوداء): «بارد» و«عصبي» و«متشائم».

     وفي نظرية الأخلاط، كان السبب في الوسواس هو ارتفاع معدل السوداء التي يفرزها الطحال. وعلى هذا النحو يعرّف معجم جونسون كلمة «مَلَنخُولِيَا» بأنها «مرض، يُفترض أنه يَنتج عن تراجع في السوداء؛ لكن سببه المتعارف عليه أكثر هو الدم الأثقل والأكثر لزوجة مما ينبغي: إن علاجه في الإدماء وأدوية الأعصاب والمحفزات القوية.» ولم يكن هذا التقدم المفترض في التفكير الطبي تقدماً حقيقياً. فالفَصْد كان العلاج المُعتَمد عملياً لكل شيء، وعادة ما كان يؤذي أكثر مما يفيد. لقد مات جورج واشنطن حين أصيب بالتهاب رئوي بعدما استنزف أطباؤه منه بناءً على طلبه هو ما يقرب من أربعين أوقية دم.

     كان صاموئيل سوينفن -الأب الروحي لجونسون، وقد يكون جونسون سُمّي باسمه- طبيباً محترماً في ليتشفيلد، وقد استشاره جونسون في الأمر. كان شيئاً مؤسفاً. فقد كتب له وصفاً لحالته كان من الروعة بحيث دار الطبيب على أصدقائه يعرضه عليهم. وفُزِع جونسون من خيانة الأمانة وربما بالأكثر من التشخيص. قال صديقه وكاتب سيرته المبكر السير جون هوكينز: «بالنظر إلى الأعراض الموصوفة في محتواه، لم يكن بوسعه التوصل إلى خلاصة أفضل من أنها تميل إلى الجنون وبغير اهتمام بالغ من الجائز أنها قد تنتهي إلى أن يخسر قواه العقلية.» وأكد كاتب سيرة آخر أن «الفزع  أسوأ كارثة يمكن أن تصيب الطبع الإنساني إذ خيّمت عليه بقية حياته، مثل سيف الطاغية على رقبة ضيفه.»

     خلال العصر الفيكتوري، كثيراً ما كان يُنظَر إلى جونسون باعتباره حكيماً راضياً عن نفسه وميالاً إلى الوعظ في كلامه، إلا أن أفضل قرائه كانوا يدركون كم هي خاطئة هذه النظرة. قال توماس كارلايل بإعجاب: «كانت الطبيعة جازته على نُبله بأن قالت له: ستعيش في أسف دائم، ويمرضك هذا الأسف.» وقد أبدى كارلايل بلاغة حين كتب عن «قلبه الكبير الطماع، وفوضى أفكاره المريعة.» كما يمكن أن يُعمّم تعليق جونسون على مرحه البادي في أكسفورد لينطبق على سرعة بديهته الشهيرة، وهو ما فعله بوزويل فعلاً: «لا شك أن رجلاً يبدو مبتهجاً وسط الناس قد يكون قلبه حزيناً. إن سروره أشبه بصوت الطبول والمزامير تُغرق تأوّهات الجرحى والمحتضرين في المعركة.»

     في تلك الأيام كان علم النفس بالكاد بدأ يتطور على نظرية الأخلاط القديمة، كما على افتراض العلوم التجريبية بأن الشخص المريض عقلياً هو ببساطة شخص يخطئ في تجميع المعلومات. إن كلمة «سايكولوجيا» نفسها ليست موجودة في معجم جونسون، رغم أن عدداً من الكتاب كانوا بدأوا يستخدمونها ليس بمعنى دراسة النَفس أو الروح ولكن بمعنى دراسة العقل. سنة ١٧٦٧ قال أحد الكتاب بصراحة: «السايكولوجيا هي علم العقل بشكل عام والعقل البشري بشكل خاص، ولا غرو أن قول أي شيء حصيف عن فحواه، رغم كل الجهود المتاحة، ما زال أمرًا بالغ الصعوبة، ليس أصعب منه سوى قول أي شيء حاسم.»

     وقد اتبع الأحدث ممن كتبوا عن متاعب جونسون خطاً فرويدياً، كما فعل وولتر جاكسون بايت في السيرة المتميزة التي كتبها له. وقد أضاء ترجمان آخر لحياة جونسون هو جورج إيروين جانباً كان أُهمِل في العموم وهو مشاعر جونسون المتضاربة بشدة تجاه أمه وتحاشيه لها في حياته المتأخرة. لسنين عدة ظل يصرّح بأنه على وشك الذهاب إلى ليتشفيلد لزيارتها، لكن طَوال الأعوام التسع عشر الأخيرة من حياتها لم يفعل ولا مرة. ويبدو ما يَخلص إليه إيروين حتمياً: «مع أنه حاول الذهاب، لم يستطع؛ مع أنه أراد أن يذهب، لم يفعل.» فهو حالما باتت سارة جونسون في قبرها بلا شك، عاد إلى ليتشفيلد اثنتي عشرة مرة على الأقل في السنوات الخمسة والعشرين التالية، وكثيراً ما أقام هناك أسابيع متصلة.

     ويذهب أحد الأطباء النفسانيين وقد تدبّر الأدلة إلى أن نقد جونسون لنفسه بلا كلل قد يكون منبعه هو نقص بادٍ في الحب أثناء الطفولة. على أن يكون المنطق هكذا: إذا لم أُحَب قدر ما أحتاج فلابد أن ذلك لأنني لستُ أهلاً للحب ولا أستحقه. ومع ذلك، علي أن أكبت غضبي من أولئك الذين ينبغي عليهم أن يحبوني، وإلا أحبوني بدرجة أقل حتى مما يحبونني الآن.

     إلا أن هناك شيئاً تعلّمه جونسون: أن يتعامل مع مخاوفه بالالتهاء عنها، ليس بالتصارع معها. لقد قال لبوزويل: «أن تظن نفسك هزمتها، هذا جنون.» طوال حياته كان يعنّف نفسه بمرارة على «الخمول»، وهي كلمة لم يقصد بها التقاعس عن العمل فحسب ولكنْ أيضاً تراخيًا عامًا من شأنه أن يسمح لشياطينه بالظهور. قال صديقه آرثر ميرفي بوضوح إن الخمول بالنسبة له «كان وقت الخطر، فحينذاك كانت أشباحه العاطلة عن العمل خارجه تتوجه بعداوة داخلية ضده هو.»

     كان أحد أبدع الكتب في عيني جونسون رسالة روبرت بيرتون الهائلة «تشريح المَلَنخُولِيَا» المكتوبة سنة ١٦٣٨، والتي تؤكد معاناة أولئك المكتئبين الذين يسمحون لأنفسهم بالتعطّل: «إنها تصلب أرواحهم، وتستبد بهم في لحظة، فطالما هم مشغولون بأي شكلٍ كان، في الفعل أو الحديث حول عمل ما أو نشاط ترفيهي، أو في صحبة تروق لهم، فإنهم على خير ما يرام؛ فإذا صاروا وحدهم أو متعطلين عذّبهم الجنون ثانيةً.» ودائماً ما كان جونسون يسلّم بأن جوعه إلى الرفقة متجذّر في خوفه من الوَحدة.

     كان هناك جانب آخر من خبرة جونسون رأى فيه أحد التجليات الإضافية لنفس «الجنون»، وقد فسّره الشُراح الفرويديون باعتباره أعراضاً عصابية. يمكن فهم ذلك اليوم بشكل مختلف جداً. كانت كوكبة كاملة من التشنجات والإشارات والأصوات القهرية، توفّر له درجةً من الراحة وإن أمكن التحكم فيها عند الضرورة بقوة الإرادة. ودائماً ما كان مَن يقابل جونسون للمرة الأولى دائماً يُجفل، وهو أقل ما يمكن أن يقال في وصف الأمر. وهو التعبير المعتدل عما يصير. وتعد شهادة فاني بيرني في هذا الشأن نمطية: «إن فمه في حراك لا نهائي، وكأنه يمضغ. لديه طريقة غريبة في برم أصابعه وليّ يديه. جسده دائم التوتر، متأرجح إلى أعلى وإلى أسفل؛ قدماه لا تسكنان لحظة؛ وباختصار فهو بكامل كيانه في حراك لا نهائي.» كما لاحظت هي وسواها أنه كثيراً ما كان ينفخ وينخر بصوت مهموس. 

     أثناء السير، كان سلوك جونسون يفوق ذلك إرباكاً. لقد كان يتجنب الخطو على فراغات الرصيف، كما كان يلمس عمود إضاءة ويترك الذي يليه، عائداً أدراجه إذا ما فوّت واحداً، ويأتي بحركات متكررة لا تفسير لها. لقد ذكر صديقه المقرّب رينولدز أن جونسون أثناء زيارة أحد الأصدقاء وبينما يطالعون مجموعة من اللوحات «انتحى جانباً من الغرفة ومد ساقه اليمنى أمامه إلى أقصى مسافة ممكنة، ثم رفع اليسرى ليمد اليمنى أبعد كذلك». أكد له مضيفهما أن الأرضية آمنة تماماً. «فانتبه الدكتور من حلم اليقظة الذي انتابه مثل شخص أوقِظ من نومه، لكنه لم ينبس بكلمة.»

     ظن رينولدز أن إيماءات جونسون العجيبة والأصوات المكتومة التي تصدر عنه «كان المقصود منها إدانة قسم ما من سلوكه في الماضي». وقد يكون هذا صحيحاً فعلاً وفي حال كان صحيحاً فهو يؤيد التفسير الراكن إلى التحليل النفسي. إلا أن هناك تشخيصاً آخر قد يكون هو أيضًا صحيحاً لا يبدو منه فكاكاً اليوم: إن جونسون كان يعاني من داء لم يفهمه أحد وقتذاك هو اضطراب الوسواس القهري. لو كان يعلم فحسب! يظل الداء العصبي داء، لكنه كان ليريح قلبه أن يعلم أن ذلك لا يعني أنه يفقد عقله.

الزواج

     تسبب انهيار ما بعد أكسفورد في أن يخسر جونسون خمس سنين، وهي فترة لا يكاد يُعرف عنها شيء سوى أنه ساعد أمه في المكتبة، وكتب بضع قصائد من حين إلى آخر. مع الوقت قرر أن ينتقل إلى بيرمينغهام ويقيم مع إدموند هيكتور، وهو صديق قديم من المدرسة كان يعمل جراحاً هناك. ولم يمر وقت طويل حتى تعرّف إلى تاجر قماش يدعى هاري بورتر وزوجته إليزابيث فضلاً عن ابنتهما لوسي. بعد عام مات بورتر، وبعد ذلك بأقل من عام كان جونسون وإليزابيث تزوجا. كان عمره ستة وعشرين وعمرها ستة وأربعين عاماً. وقد ظن بعض من عرفوهم في تلك الأيام أنه انجذب في البداية إلى لوسي الأصغر منه بست سنوات، قبل أن يصبح، وبشكل غير مناسب، زوج أمها.

     لدينا صورة حية لجونسون في ذلك الوقت لأن بوزويل أجرى حديثاً مع لوسي حين كان يكتب سيرته.

«قالت لي الآنسة بورتر إنه حين قُدّم لأمها في البداية كان مظهره منفراً جداً: كان حينذاك طويلاً ونحيلاً بحيث يضرب تكوين عظامه العملاق عيني الناظر بقبح؛ وكانت ندوب داء الخنازير بالغة الوضوح. لقد كان يخرج على العالم بشَعره»، أي أنه لا يرتدي باروكة، «الذي كان سَبْطاً وخشناً ومفروقاً من الخلف؛ كما أنه على ما بدا كثيراً ما كانت تتملّكه تشنجات وإيماءات قهرية عجيبة، كانت تثير الدهشة والاستهزاء في الوقت نفسه. وقد انسجمت السيدة بورتر مع حديثه لدرجة أنها تغاضت عن كل تلك العيوب الخارجية، وقالت لابنتها: "هذا أعقل رجل رأيته في حياتي كلها."»

     قال جونسون لأحد الأصدقاء بعد زمن طويل إنه «لم يسع أبداً إلى أن يُرضي الآخرين قبل سن الثلاثين، معتبراً الأمر ميؤوساً منه». ولعل ذلك كان صحيحاً بالمعنى العام، إلا أنه فعلاً أرضى إليزابيث بورتر التي دائماً ما سمّاها «تيتي». من السائد قوله إنه كان يستجيب فيها إلى شخصية الأم إلا أنه - وبغض النظر عما إذا كان هذا صحيحاً - يبدو أنه وجدها جذابة جنسياً وعلى الأرجح متجاوبة معه كذلك. كما أنها كانت بالغة الذكاء وواسعة الاطلاع، إذ تربت في أسرة ميسورة الحال كانت أرسلت أخويها للتعلم في كامبريدج. ولا يُعرف الكثير عن الصورة الشخصية الوحيدة الباقية لها، ولا حتى متى أُنجِزت، لكنها تُظهِر سيدة واثقة من نفسها تبدي جزءًا لا بأس به من صدرها فوق حز الفستان.

     كان لتيتي ميراث لا يُستهان به - ستمائة جنيها - عزمت على استخدامه في تأسيس مدرسة في قرية «إيديال» على بعد ثلاثة أميال من ليتشفيلد. وكانت اللغة اللاتينية المادة الأساسية التي تُدرَّس للشباب؛ وهي أحد الأشياء، بل في ذلك الوقت هي الشيء الوحيد الذي يجيده جونسون. لم يحضر إلا عدد قليل جداً من الطلاب، وهو ما لا يدعو إلى الاستغراب إذ كانت مدرسة ليتشفيلد النحوية ممتازة، إلا أن أحدهم كان ديفيد غاريك، وقد كان في السنوات الأولى من عقده الثاني وقتذاك. بعد ذلك بكثير سيلفت كل من عرفهما كم هو استثنائي أن ينتهي شابان مجهولان من نفس المدينة الصغيرة ولهما نُصبان تذكاريان متجاوران في الكنيسة الملكية «وستمنستر أبي».

     بموهبته التي لا تُكبَت في التقليد، كان غاريك يقدّم عرضاً ضاحكاً يحاكي فيه العروسين. ويحكي بوزويل إن «الأشقياء الصغار كانوا يتنصتون على باب غرفة نومه ويتلصصون عبر ثقب المفتاح من أجل أن يحولوا محبته العاصفة المرتبكة للسيدة جونسون إلى هُزء.» كما استشهد بوزويل بوصف غاريك غير السمح لتيتي على أنها «سمينة جداً، بصدر ناتئ أكثر من المتعارف عليه، وخدين متورمين بأحمر مبهرج بفعل مكياج ثقيل يزيد من حدته تناولها المُسكِرات بحرية؛ تفضل الثياب الفاقعة الغريبة وتتكلّف في كلامها كما في سلوكها العام.»

     المؤكد أن غاريك دائماً ما كان يبالغ في كلامه من أجل تأثير أقوى. كان يحلو له أن يقلد لُكنة ستافوردشير التي لازمت جونسون طوال حياته. «أحياناً ما كان غاريك يسخر منه فيعصر ليمونة في قدح [خليط الشراب الذي يقال له البانش] بإيماءات فظة، متطلعاً إلى الحضور، ثم يصيح: “مَن ذا يريد بوونشْ؟” وكان يحكي أن جونسون حين أخذ أحدهم مقعده في المسرح «حمل الرجل والمقعد معاً وقذف بهما على الفور في حفرة الأوركسترا».» وقد سألتْ هستر ثرايل جونسون مرة إن كان هذا حدث فعلاً، فأجاب: «لم يُفسِد غاريك الحكاية بروايتها؛ إنها ولا شك قريبة جداً إلى أن تكون حقيقية.»

يوسف رخا مصري يكتب بالعربية والإنجليزية ويترجم بينهما. حصل على بكالوريوس الآداب من جامعة هل سنة ١٩٩٨، ويعمل في الصحافة الثقافية منذ ١٩٩٩. له مساهمات في الشعر والمقال الأدبي فضلًا عن السرد، وقد أسس ويحرر منصة أدبية مزدوجة اللغة هي «مدونة ختم السلطان». صدرت أولى رواياته «كتاب الطغرى» سنة ٢٠١١. آخر إصداراته كتاب «ولكن قلبي: متنبي الألفية الثانية» (٢٠٢١).

ليو دامروش هو كاتب أمريكي ومحاضر في جامعة هارفارد. ولد عام ١٩٤١ وحصل على شهادة  الدكتوراه من جامعة برينستون ولديه  عدة مؤلفات في سير شخصيات تاريخية إضافة على كتابه هذا، مثل: جان جاك وجوناثان سويفت وغيرهم. 

bottom of page